بعد ان تحدثنا بشكل عام جدا عن الخصائص الأساسية للجماهير ، سوف نتحدث الان عنها بالتفصيل مثل سرعة الانفعال و النزق و العجز عن المحاكمة العقلية و انعدام الرأي الشخصي و الروح النقدية و المبالغة في العواطف و المشاعر و غيرها .
سرعة انفعال الجماهير و خفتها و نزقها :
إن الجمهور يمثل لعبة واقعة تحت تأثير المحرضات الخارجية و بالتالي فهو عبد للتحريضات التي يتلقاها . و الفرد المعزول يمكنه أن يخضع لنفس المحرضات المثيرة كالانسان المنخرط في جمهور و لكن عقله يتدخل و يبين له مساوئ الانصياع لها و بالتالي لا ينصاع فيمكننا القول أن الفرد يمتلك الأهلية و الكفاءة للسيطرة على ردود أفعاله هذا في حين أن الجمهور لا يمتلكها . إن الانفعالات التحريضية المختلفة التي تخضع لها الجماهير يمكنها أن تكون كريمة أو مجرمة بطولية أو جبانة بحسب نوعية هذه المحرضات . ولكنها تبقى دائما قوية و مهيمنة على نفوس الجماهير إلى درجة أن غريزة حب البقاء نفسها تزول أمامها (بمعنى أنها مستعدة للموت من أجلها) .
كما أن لاشئ متعمد أو مدروس لدى الجماهير فهي تستطيع أن تعيش جميع أنواع العواطف و تنتقل من النقيض الى النقيض بسرعة البرق و ذلك تحت تأثير المحرض السائد في اللحظة التي تعيشها فيمكن للجمهور بسهولة أن يكون جلادا و بنفس السهولة يمكنه أن يكون ضحية أو شهيدا فمن أعماقه سالت جداول الدم الغزيرة الضرورية لانتصار أي عقيدة أو إيمان و الدليل على ذلك أن جنرالا في الجيش الفرنسي أصبح شعبيا فيما بعد و استطاع أن يسوق معه مئة ألف شخص مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل قضيته (نابليون بونابرت) .
و لكن الجمهور ليس انفعاليا و متقلبا فقط . وإنما هو كالانسان الهمجي لا يعبأ بأي عقبة تقف بين رغبته و بين تحقيق هذه الرغبة . نقول ذلك خصوصا أن عدده الكبير يشعر بامتلاك قوة لا تقاوم . فمفهوم المستحيل لا معنى له بالنسبة للفرد المنخرط في الجمهور . فالإنسان المعزول يعرف جيدا أنه لا يستطيع أن يحرق قصرا أو أن ينهب مخزنا ، و لكنه ما إن ينخرك في الجمهور حتى يحس بالقوة الناتجة عن العدد والكثرة ، و في أية فرصة تسنح له للقتل أو النهب فإنه ينصاع فورا و لا يتردد في اقتراف ذلك . و كل عقبة تقف في طريقه يكسرها بجنون مسعور .
إن الجمهور يمثل لعبة واقعة تحت تأثير المحرضات الخارجية و بالتالي فهو عبد للتحريضات التي يتلقاها . و الفرد المعزول يمكنه أن يخضع لنفس المحرضات المثيرة كالانسان المنخرط في جمهور و لكن عقله يتدخل و يبين له مساوئ الانصياع لها و بالتالي لا ينصاع فيمكننا القول أن الفرد يمتلك الأهلية و الكفاءة للسيطرة على ردود أفعاله هذا في حين أن الجمهور لا يمتلكها . إن الانفعالات التحريضية المختلفة التي تخضع لها الجماهير يمكنها أن تكون كريمة أو مجرمة بطولية أو جبانة بحسب نوعية هذه المحرضات . ولكنها تبقى دائما قوية و مهيمنة على نفوس الجماهير إلى درجة أن غريزة حب البقاء نفسها تزول أمامها (بمعنى أنها مستعدة للموت من أجلها) .
كما أن لاشئ متعمد أو مدروس لدى الجماهير فهي تستطيع أن تعيش جميع أنواع العواطف و تنتقل من النقيض الى النقيض بسرعة البرق و ذلك تحت تأثير المحرض السائد في اللحظة التي تعيشها فيمكن للجمهور بسهولة أن يكون جلادا و بنفس السهولة يمكنه أن يكون ضحية أو شهيدا فمن أعماقه سالت جداول الدم الغزيرة الضرورية لانتصار أي عقيدة أو إيمان و الدليل على ذلك أن جنرالا في الجيش الفرنسي أصبح شعبيا فيما بعد و استطاع أن يسوق معه مئة ألف شخص مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل قضيته (نابليون بونابرت) .
و لكن الجمهور ليس انفعاليا و متقلبا فقط . وإنما هو كالانسان الهمجي لا يعبأ بأي عقبة تقف بين رغبته و بين تحقيق هذه الرغبة . نقول ذلك خصوصا أن عدده الكبير يشعر بامتلاك قوة لا تقاوم . فمفهوم المستحيل لا معنى له بالنسبة للفرد المنخرط في الجمهور . فالإنسان المعزول يعرف جيدا أنه لا يستطيع أن يحرق قصرا أو أن ينهب مخزنا ، و لكنه ما إن ينخرك في الجمهور حتى يحس بالقوة الناتجة عن العدد والكثرة ، و في أية فرصة تسنح له للقتل أو النهب فإنه ينصاع فورا و لا يتردد في اقتراف ذلك . و كل عقبة تقف في طريقه يكسرها بجنون مسعور .