Wednesday 25 September 2019

تاريخ الفلسفة ، عصر الفلسفة الهيلينية ، العصور الوسطى المسيحية ، العصور الوسطى الاسلامية ، عصر النهضة

عصر الفلسفة الهيلينية 
سمي هذا العصر بعصر الفلسفة الهيلينية لامتزاج الحضارتين : الرومانية و اليونانية فقد صارت اليونان جزءا من المملكة الرومانية إذ استولى الرومان على ( مقدونيا ) و جميع بلاد اليونان سنة 146BC و انتقل بذلك جزء كبير من الحضارة اليونانية الى الرومانية . في هذه المرحلة انتهت مرحلة البحث المنظم الى مرحلة تحصيل العلوم وسعة الاطلاع اكثر منه عصر بحث و نظر . بعد سقوط اليونان بأيدي الرومان أدى بالبلاد الى تغيير تام في السياسة و العلوم ، فالنظام السياسي للحياة اليونانية أخذ ينهار ، و المبادئ الأخلاقية ضعفت ، و اهتزت الديانة الرومانية ، هكذا بدأ الأنسان اليوناني يبحث في هذه المرحلة عما يهديه في حياته فلجأ الى الفلسفة ، و عد الفلسفة هي الهادي الأمين . وقد غلب البحث في هذه المرحلة على الأخلاق و يتوضح ذلك في أفكار الرواقيين و الابيقوريين اذ كانت أغلب آرائهم تدور حول الأخلاق .
العصور الوسيطة المسيحية 
يسمى هذا العصر عصر الفلسفة المسيحية في أوربا ، إذ سقطت الدولة الرومانية و انهارت حضارتها ، لقد كانت الكنيسة في هذا العصر تضطهد الفلسفة و تعتبرها أفكارا كفرية حيث حددت دائرة الفكر في الديانة و كانت العدو الأول للفلسفة و العلم فأدى ذلك الى ضعف الحياة العلمية و خمودها ، و ما بقي من الفلسفة و العلم في العصور الوسطى فهو يخدم تعاليم النصرانية ، أما ما عدا ذلك فمرفوض رفضا تاما . و ظلت الفلسفة خادمة للدين قرونا عديدة . و كان من اشهر الفلاسفة المسيحيين في هذه المرحلة هو القديس اوغسطين (430-354) و توما الأكويني (1274-1225) . كما يلقب هذا العصر بالعصر المدرسي ، لأن التعليم كان يقوم به الرهبان في مدارس الكنائس ، و قد أنشأ شارلمان (814-742) كثيرا من المدارس في جميع أنحاء فرنسا  فكان مدرسوها من رجال الكنيسة.
العصور الوسيطة الاسلامية 
أما الفسلفة الإسلامية في العصور الوسطى كانت مختلفة عما هي علية في أوربا ، ففي الشرق كان التقدم العلمي و الفلسفي مزدهرا ، و كانت هذه المرحلة تسمى بالعصر الذهبي للتطورات التي كانت تشهدها البلاد الاسلامية حينها .و على الرغم من ذلك فأنها لا تخلو من اضطهاد لهذا العالم أو ذاك الفيلسوف أذا لم تكن أفكارهم تناسب مزاج الخليفة و أتباعه .و لا شك أن مجيء الاسلام 610 احدث تغييرا في طرق الحياة و النظر الى الأشياء بطرق مختلفة ، وعلى هذا فإن البحث العلمي لم ينشأ بالمعنى الواضح أي لم يظهر فلاسفة في عصر الخلافة الراشدة و لا في الدولة الأموية فكان المسلمون يتداولون في الأمور الدينية ،حيث كانت العلوم المعروفة في هذه الفترة هي العلوم الدينية فكانت أبحاثهم تدور حول هل أن الأنسان مخير أم مسير ؟ أو ما يسمى بحرية الإرادة ، و الكلام عن ( مرتكب الكبيرة ) هل هو مؤمن أم كافر ؟ و هل القرآن قديم أم مخلوق ؟ فنشأ ما يسمى ب(علم الكلام) أو (علم العقيدة ) التى كانت أبحاثه تدور حول كلام الله و المواضيع المرتبطة به . و هناك آراء تقول أن علم الكلام يمثل بداية الفلسفة الأسلامية و مقدمة لها في حين يرى آخرون أن علم الكلام لا يخرج عن كون موضاعته تدخل ضمن الفكر الديني فحسب و لا علاقة له بالفلسفة . أما في العصر العباسي فقد توسعت الدولة العباسية و تكونت لها حضارة واسعة و استفادوا من أفكار الفرس و الروم و الهنود و اليونان و علومهم . فنشطت حركة ترجمة العلوم  خاصة اليونانية منها في عصر أبي جعفر المنصور (775-714) و الرشيد (809-766) و المأمون (833-786) ، ففي زمن المأمون تمت الترجمة على يد السريان و لاسيما الفلسفة كالطبيعيات و الالهيات و الأخلاق و السياسة و منها كتب أفلاطون و ارسطو و أفلوطين و غيرهم . و ظهر فلاسفة كثيرون في هذا العصر من أشهرهم الكندي (866 - 801 ) و الفارابي (950 -872) و ابن سينا (1037- 980) و ابن باجة (1138-1080) و ابن طفيل (1185-1106) و ابن رشد (1198-1162)  و أبو حامد الغزالي (1058-1111) و غيرهم .
الفلسفة الحديثة ( عصر النهضة )
في هذه المرحلة ظهرت حركة فكرية و ثقافية في أوربا الغربية في القرن الرابع عشر و كانت موجهة ضد أفكار العصور الوسيطة المدرسية ، و أبتدأت النهضة في بعث العلم . و قضت أوربا قرنين كاملين في ثورتها الفكرية أدت الى ظهور الفلسفة الحديثة في القرن السابع عشر . فجاءت الفلسفة الحديثة رافضة للفلسفة المدرسية ، و دعت الى حرية الفكر و الى الشك و تحكيم العقل و تخلصوا من سلطة رجال الكنسية و الفلسفة الارسطية في آن واحد ووجهو النقد للفلسفة اليونانية القديمة فتوجهوا بالنقد لأمثال افلاطون (427BC-347BC) و أرسطو (384BC- 322BC) و اتجهوا الى البحث العلمي المستند على الملاحظة و الاستقراء . و من أبرز فلاسفة عصر النهضة فرانسيس بيكون (1626-1561) و رينيه ديكارت (1650-1569) و ديفيد هيوم (1776-1711) و جون لوك (1704_1632) و غيرهم .

No comments:

Post a Comment