Thursday 26 September 2019

خصائص التفكير العامي ، و الفلسفي ، و العلمي

هناك اساليب مختلفة للتفكير ، فالإنسان العامي له أساليبه في التعبير عن معارفه و التي تتضمن ( الأساطير و الخرافات ) و عدم معرفة التجارب العلمية و التحقق منها ... و هناك صفات للتفكير لدى الفلاسفة فإنهم يستخدمون قدراتهم العقلية و ما أفادوه من حقائق العلم ، أما أساليب التفكير العلمي فهي تعتمد على ( المنهج العلمي التجريبي ) أو الطرائق المعروفة للوصول الى صياغة القوانين العلمية . 
خصائص التفكير العامي 
1- المبالغة : صفة من صفات الرجل العامي يعبر بها عن الحوادث بطريقة مبالغ فيها ، قد تكون مختلفة تماما لما حدث فعلا ، إذن إن أول ما تتصف به المعرفة العامية هو عدم الدقة التي ينشدها العالم أو الفيلسوف
2- التعميم الخاطئ : إن الفرد غير العلمي يعمم في أحكامه نتيجة حادثة أو حادثتين ، دون الاعتماد على الحقائق و الواقع كأن يقول أن التدخين غير مضر بالصحة فقط لأنه رأى شخص أو شخصين مدخنين  عاشا لفترة طويلة دون أن يصابا بأي أمراض دون الاعتماد على إحصائيات دقيقة  
3- الذاتية المسرفة : إن آراء الفرد العامي تعتمد على الذات أو العاطفة أو بما يرضي مزاجه الشخصي و لا تعتمد أفكاره على الموضوعية في الحكم على الأشياء أو الظواهر
4- الربط الخاطئ بين الظواهر : مثلا ، ينسب الشخص العامي (المرض) الى الأرواح الشريرة ، أو يفسر حادثة موت شخص ما بظاهرة نعيق البوم في حين لا توجد رابطة أو علاقة بين الظاهرتين مطلقا ، إن هذا النوع من التفكير ينسب الاحداث الى علل أو أسباب غيبية لا يمكن التثبت منها بالتجربة الحسية ، كما نسبوا كسوف الشمس وخسوف القمر الى حوت خرافي يبتلعهما أو غيرها من العلل الوهمية الغيبية . 
خصائص التفكير الفلسفي
1- الشك : من الخطوات الأساسية للمعرفة الحقة ، و المقصود هنا الشك من أجل الوصول الى الحقيقة و عدم التسليم بكل ما يقال إلا بعد التأكد منه .
2- الاستقلال : إن الفيلسوف يستخدم عقله في معرفة الأشياء ، و لايعتمد في تفكيره على إجماع الناس .. لأنه قد يجمع الناس على الاعتقاد ببعض الخرافات و الأساطير .
3- المرونة : و تعني أن الفيلسوف يكون قادرا و مستعدا للتخلي عن آرائه إذا ثبت عدم صحتها .. و هذا يدل على الروح العلمية الصادقة .
4- التجرد عن العاطفة : يجب عدم إدخال العاطفة في الموضوعات التي يتم البحث فيها - أي إبعاد التأثيرات الانفعالية عن التفكير . يقول أرسطو " إني أحب أفلاطون و أحب الحق و لكن حبي للحق أعظم " .
خصائص التفكير العلمي 
1- الشك المنهجي : إن العالم لا بد أن يتخلص من الأفكار الموروثة الخاطئة التي تفسد البحث العلمي و تعوق من انطلاقه ، و من خلال الشك المنهجي يستطيع أن يتخلص من قيود الأفكار الموروثة الفاسدة و أعبائها
2- الموضوعية : تعني الموضوعية أن يقوم الباحث بالبحث في ظاهرة ما دون تدخل ذاته أو عواطفه و يتعامل مع موضوع دراسته كما هو في الواقع ، لا كما يتمنى أو يرغب ، فالعلم يصف الأشياء و تقريرها كما هي .
3- التكميم : أي تحويل الكيفيات الى كمية و مقدار ، فمثلا ، إذا درس الباحث ( الصوت ) رده الى ( ذبذبات ) ، و إذا درس (الحرارة )ردها الى ( موجات حرارية ) ، و إذا درس ( الضوء ) رده الى ( موجات ضوئية )
4- التعميم : يقصد بهذا المبدأ أن الباحث يقوم بإحصاء عدد من الظواهر و تعميمها ، فمثلا نحن نقول : جميع المعادن تتمدد بالحرارة على الرغم من أننا لم نجرب كل المعادن الموجودة في الطبيعة و إنما جربنا كمية محدود منها و هذا ما يسمى ب(الاستقراء) و هو يفيدنا في التنبؤ بوقوع الحوادث مسبقا 
5- التجربة : إن العالم الذي يدرس ظواهر الطبيعة الواقعية لا يستمد حقائقه إلا من التجربة الحسية ، و العلم يتناول البحث في الظواهر الجزئية الظاهرة للحواس ، و بمنهجه الاستقرائي ترتبط الوقائع أو الظواهر بعلاقات علية ( سببية ) .
6- التحقق : يعني التأكد من صحة النتائج التي يتم التوصل إليها عن طريق إعادة اختبارها ، و ذلك بالرجوع الى التجربة في الواقع ، فمثلا ، إذا وجد فايروس يؤدي الى الإصابة بالانفلاونزا فأننا نستطيع التحقق من ذلك عن طريق التجارب التي يجريها العلماء على  بعض الأشخاص أو الحيوانات ، فإذا انتقل المرض إليهم معنى ذلك تحققنا من صحة النتائج .

No comments:

Post a Comment