تكلمنا في المقالة السابقة عن تعقل الجماعات و في هذه المقالة سنتكلم عن تخيل الجماعات.ان الجماعات ﻛﺎﻟﺬوات اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻌﻘﻞ ﰲ ﺣﺪة اﻟﺘﺨﻴﻞ وﻓﻌﻠﻪ اﻟﺪاﺋﻢ، وﰲ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﺄﺛﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻓﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﴬﻫﺎ ﻣﻦ إﻧﺴﺎن أو واﻗﻌﺔ ﺗﻜﺎد ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، وﺣﺎل اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت أﺷﺒﻪ ﺑﺎلمنوم اﻟﺬي ﺗﻘﻒ ﻓﻴﻪ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻫﻨﻴﻬﺔ ﻓﺘﺤﴬ ﰲ ذﻫﻨﻪ ﺻﻮر ﻣﺆﺛﺮة ﺟﺪٍّا، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺰول ﺑﻤﺠﺮد اﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ. و لما ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت لا تعرف التعقل و لا التأمل فانها لا تعرف أن شيئا ما غير معقول ، و غير المعقول هو اشد تأثيرا ﰲ اﻟﻨﻔﺲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ . ﻟﻬﺬا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ واﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﺣﻮاس اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ أﻛﱪ ﻣﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ، وإذا دﻗﻘﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﻀﺎرة ﻣﺎ وﺟﺪﻧﺎﻫﺎ إﻧﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﻋﲆ اﻟﻐﺮﻳﺐ واﻟﻘﺼﺺ، ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮ ﻓﻴﻪ ﺷﺄن أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ واﻟﻮﻫﻤﻲ ﺳﺎﺋﺪ ﻋﲆ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ . ﻻ ﺗﺘﻌﻘﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺨﻴﻞ وﻻ ﺗﺘﺄﺛﺮ إﻻ ﺑﻪ، ﻓﺎﻟﺼﻮر ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺰﻋﻬﺎ وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺬﺑﻬﺎ وﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒًﺎ ﻷﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﰲ الملاهي ﻣﻦ أﻛﱪ المؤثرات ﰲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت داﺋﻤًﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻬﺎ اﻷﺷﻴﺎء ﰲ أﺟﲆ ﺻﻮرﻫﺎ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴين ﺗﺮى اﻟﺴﻌﺎدة ﻛﻞ اﻟﺴﻌﺎدة ﰲ اﻟﻌﻴﺶ في الملاهي ، وﻗﺪ ﻣﺮت اﻟﻘﺮون وﺗﻌﺎﻗﺒﺖ اﻟﺪﻫﻮر وﻟﻢ ﻳﺘﻐير ﻫﺬا . وﻻ ﻳﺰال اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ أﻛﱪ ﻣﺆﺛﺮ ﰲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت. ،اﻟﺤﺎﴐﻳﻦ ﻳﺘﺄﺛﺮون ﺑﻤﺆﺛﺮ واﺣﺪ وإن ﻛﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن ﻋﲆ اﻟﻔﻮر ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر إﱃ اﻟﻌﻘﻞ ،ﻓﺬﻟﻚ ﻷن اﻟﻔﺮد ﻣﻨﻬﻢ وإن ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻪ ﻋﺪم اﻻﻟﺘﻔﺎت ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻻ ﻳﻨﴗ أﻧﻪ ﰲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺨﻴﺎل وأﻧﻪ إﻧﻤﺎ ﺿﺤﻚ أو ﺑﻜﻰ ﻣﺘﺄﺛﺮًا ﺑﺤﻮادث ﺗﺼﻮرﻳﺔ، ﻋﲆ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ أن اﻟﺼﻮرة ﺗﻔﻌﻞ ﰲ اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻌﻞ المؤثرات اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﺘﺪﻓﻌﻬﺎ إﱃ اﻟﻌﻤﻞ؛ إذ كثيرا ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﻠﻬﻰ ﻛﺎن ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﺮواﻳﺎت المحزنة ﻓﻜﺎن اﻟﺤﺮس ﻳﺤﻴﻂ داﺋﻤًﺎ ﺑﻤﻤﺜﻞ اﻟﺨﺎﺋﻦ اﻷﺛﻴﻢ عند خروجه خوفا عليه من هياج المتفرجين الذين يريدون ان ينتقموا من لانه قام بارتكاب تلك الجرائم الوهمية . وﻫﺬا ﻓﻴﻤﺎ أرى ﻣﻦ أﻛﱪ اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ وﺑﺎﻷﺧﺺ ً ﻋﲆ ﺳﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘﺄثير ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻠﻠﻮﻫﻤﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ وﻫﻲ ﻣﻴﺎﻟﺔ ﻣﻴﻼ ﻇﺎﻫﺮًا إﱃ ﻋﺪم اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ . ﻳﻘﻮم ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻔﺎﺗﺤين وﺗﺒﻨﻲ ﻗﻮة الممالك ﻋﲆ ﺗﺨﻴﻞ اﻷﻣﻢ، وﻻ ﺗﻨﺠﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛير ﰲ ذﻟﻚ اﻟﺘﺨﻴﻞ، وﻛﻞ ﺣﻮادث اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻛﺈﻳﺠﺎد اﻟﺒﻮذﻳﺔ وﺗﺸﻴﻴﺪ أرﻛﺎن المسيحية واﻹﺳﻼم وﻗﻴﺎم اﻟﱪوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻴﺔ، واﻟﺜﻮرة ﻓﻴﻤﺎ ﻣﴣ، وﻛﺈﻏﺎرة اﻷﻓﻜﺎر اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ المزعجة ﰲ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم … إﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻗﺮﻳﺒﺔ أو ﺑﻌﻴﺪة ﻟﺘﺄﺛﺮات ﺷﺪﻳﺪة ﰲ ﺗﺨﻴﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﻌﻠﺔ ﰲ أن ﺟﻤﻴﻊ أﻗﻄﺎب اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻋﴫ، وﰲ ﻛﻞ أﻣﺔ ﺣﺘﻰ أﺷﺪﻫﻢ اﺳﺘﺒﺪادًا اﻋﺘﱪوا ﺗﺨﻴﻞ أﻣﻤﻬﻢ أﺳﺎﺳا ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻮﺗﻬﻢ، وﻣﺎ ﻓﻜﺮوا ﻳﻮﻣًﺎ ﰲ أن ﻳﺤﻜﻤﻮا اﻟﻨﺎس ﺑﺪوﻧﻪ . ﻗﺎل ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن ﰲ ﻣﺠﻠﺲ ﺷﻮرى اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ: إﻧﻨﻲ أﺗﻤﻤﺖ ﺣﺮب اﻟﻔﻨﺪاﺋﻴين عندما ﺗﻜﺜﻠﻜﺖ ،واﺳﺘﻮليت ﻋﲆ ﻣﴫ؛ عندما أسلمت وﺗﻮﺟﺖ ﺑﺎﻟﻈﻔﺮ ﰲ ﺣﺮب إيطاليا ﻷﻧﻲ ﻗﻠﺖ ﺑﻌﺼﻤﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ وﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﺣﻜﻢ ﺷﻌﺒًﺎ ﻳﻬﻮدﻳٍّﺎ ﻷﻋﺪت بناء معبد سليمان . وﻳﻈﻬﺮ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﻣﻨﺬ اﻹﺳﻜﻨﺪر اﻷﻛﱪ وﻗﻴﴫ من ﻋﻈﻤﺎء اﻟﺮﺟﺎل ﻣﻦ ﻋﺮف ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻟﺘأثير ﰲ ﺗﺨﻴﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻣﺜﻞ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ذﻟﻚ اﻟﺘﺄثير ﻫﻤﻪ اﻟﺪاﺋﻢ ﻣﺎ ﻧﺴﻴﻪ ﰲ اﻧﺘﺼﺎراﺗﻪ وﺧﻄﺒﻪ وأﺣﺎدﻳﺜﻪ، وﻻ ﰲ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻪ، وﻛﺎن ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ وﻫﻮ ﻋﲆ ﴎﻳﺮ ﻣﻮﺗﻪ . كما ان التأثير في عقول الجماعات لا ﻳﻜﻮن أﺑﺪًا ﺑﻤﺨﺎﻃﺒﺔ اﻹدراك واﻟﻌﻘﻞ، أﻋﻨﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﺑﺪﻟﻴﻞ أن أﻧﻄﻮان ( ﻟﻢ ﻳﻬﻴﺞ ﻧﻔﻮس اﻷﻣﺔ ﻋﲆ ﻗﺎﺗﻞ ﻗﻴﴫ ﺑﻘﻮة اﻟﺒﺪﻳﻊ وﻋﻠﻢ اﻟﺒﻴﺎن، ﺑﻞ أﺛﺎرﻫﺎ عندما ﻗﺮأ وﺻﻴﺔ المقتول وأﺷﺎر ﺑﺎﻟﻘﻮم إﱃ ﺟﺜﺘﻪ . ان اﻟﺬي ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺧﻴﺎل اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻟﻬﺎ ﰲ ﺻﻮرة أﺧﺎذة ﺟﻠﻴﺔ ﻣﺠﺮدة ﻋﻦ اﻟﴩح واﻟﺬﻳﻮل غير ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ إﻻ ﺑﻤﺎ ﻓﻴها من ﻏﺮاﺑﺔ أو ﴎ ﻣﻜﻨﻮن، ﻛﺎﻧﺘﺼﺎر ﺑﺎﻫﺮ، أو ﻣﻌﺠﺰة ﺑﺎﻟﻐﺔ، أو ﺟﺮم ﻓﻈﻴﻊ، أو أﻣﻞ دوﻧﻪ اﻷﻣﻞ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺮﻣﻲ اﻷﺷﻴﺎء ﺟﻤﻠﺔ ﻋﲆ ﻋﻼﺗﻬﺎ وأن ﻻ ﻳﻮﺿﺢ ﻛﻨﻬﻬﺎ أﺑﺪًا؛ ﻷن ﻣﺎﺋﺔ ﺟﺮم صغير أو ﻣﺎﺋﺔ رزء صغير ﻻ ﺗﺆﺛﺮ أﻗﻞ ﺗﺄﺛير ﰲ ﺗﺼﻮر اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت، ﻟﻜﻦ ﺟﺮﻣًﺎ واﺣﺪًا ﻛبيرا أو رزءًا كبيرا واﺣﺪًا ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ أﺛﺮًا ﺷﺪﻳﺪًا وإن ﻗﻞ ﴐره ﻛﺜيرا ﻋﻦ ﴐر المئة الرزء ، و برهان ذلك اﻧﻘﻄﻌﺖ أﺧﺒﺎر إﺣﺪى ﺑﻮاﺧﺮ اﻷﻃﻼﻧﻄﻴﻖ ﻓﻈﻦ أﻧﻬﺎ ﻏﺮﻗﺖ، وﻛﺎن ﻟﺬﻟﻚ ﰲ ﺧﻴﺎل اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﺗﺄثير ﻛﺒير دام ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻳﺎم، ودل اﻹﺣﺼﺎء اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﲆ ﻏﺮق 850 ﻣﺮﻛﺒًﺎ ﴍاﻋﻴٍّﺎ و203 ﻣﺮﻛﺐ ﺗﺠﺎري ﰲ ﺳﻨﺔ 1894 وﺣﺪﻫﺎ، ﺿﺎع ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻷرواح واﻷرزاق ﻣﺎ ﻻ ﺗﻘﺪر ﻗﻴﻤﺘﻪ وﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﱪ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺎﺧﺮة ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻮ ﻓﻘﺪت، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﻐﻞ اﻟﻨﺎس ﺑﻬﺬه اﻟﺨﺴﺎرة ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ، ﻧﺘﺞ ﻣﻦ ﻫﺬا أن اﻟﺤﻮادث ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ﰲ ﺗﺨﻴﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت، ﺑﻞ المؤثر ﻫﻮ ﻛﻴﻔﻴﺔ وﻗﻮﻋﻬﺎ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻤﺜﻴﻠﻬﺎ، أﻋﻨﻲ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﺻﻮرة أﺧﺎذة تملأ اﻟﻔﻜﺮ وﺗﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ، وﻣﻦ ﻋﺮف ﻛﻴﻒ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺗﺨﻴﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻋﺮف ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻮدﻫﺎ .
No comments:
Post a Comment