Thursday, 26 September 2019

خصائص التفكير العامي ، و الفلسفي ، و العلمي

هناك اساليب مختلفة للتفكير ، فالإنسان العامي له أساليبه في التعبير عن معارفه و التي تتضمن ( الأساطير و الخرافات ) و عدم معرفة التجارب العلمية و التحقق منها ... و هناك صفات للتفكير لدى الفلاسفة فإنهم يستخدمون قدراتهم العقلية و ما أفادوه من حقائق العلم ، أما أساليب التفكير العلمي فهي تعتمد على ( المنهج العلمي التجريبي ) أو الطرائق المعروفة للوصول الى صياغة القوانين العلمية . 
خصائص التفكير العامي 
1- المبالغة : صفة من صفات الرجل العامي يعبر بها عن الحوادث بطريقة مبالغ فيها ، قد تكون مختلفة تماما لما حدث فعلا ، إذن إن أول ما تتصف به المعرفة العامية هو عدم الدقة التي ينشدها العالم أو الفيلسوف
2- التعميم الخاطئ : إن الفرد غير العلمي يعمم في أحكامه نتيجة حادثة أو حادثتين ، دون الاعتماد على الحقائق و الواقع كأن يقول أن التدخين غير مضر بالصحة فقط لأنه رأى شخص أو شخصين مدخنين  عاشا لفترة طويلة دون أن يصابا بأي أمراض دون الاعتماد على إحصائيات دقيقة  
3- الذاتية المسرفة : إن آراء الفرد العامي تعتمد على الذات أو العاطفة أو بما يرضي مزاجه الشخصي و لا تعتمد أفكاره على الموضوعية في الحكم على الأشياء أو الظواهر
4- الربط الخاطئ بين الظواهر : مثلا ، ينسب الشخص العامي (المرض) الى الأرواح الشريرة ، أو يفسر حادثة موت شخص ما بظاهرة نعيق البوم في حين لا توجد رابطة أو علاقة بين الظاهرتين مطلقا ، إن هذا النوع من التفكير ينسب الاحداث الى علل أو أسباب غيبية لا يمكن التثبت منها بالتجربة الحسية ، كما نسبوا كسوف الشمس وخسوف القمر الى حوت خرافي يبتلعهما أو غيرها من العلل الوهمية الغيبية . 
خصائص التفكير الفلسفي
1- الشك : من الخطوات الأساسية للمعرفة الحقة ، و المقصود هنا الشك من أجل الوصول الى الحقيقة و عدم التسليم بكل ما يقال إلا بعد التأكد منه .
2- الاستقلال : إن الفيلسوف يستخدم عقله في معرفة الأشياء ، و لايعتمد في تفكيره على إجماع الناس .. لأنه قد يجمع الناس على الاعتقاد ببعض الخرافات و الأساطير .
3- المرونة : و تعني أن الفيلسوف يكون قادرا و مستعدا للتخلي عن آرائه إذا ثبت عدم صحتها .. و هذا يدل على الروح العلمية الصادقة .
4- التجرد عن العاطفة : يجب عدم إدخال العاطفة في الموضوعات التي يتم البحث فيها - أي إبعاد التأثيرات الانفعالية عن التفكير . يقول أرسطو " إني أحب أفلاطون و أحب الحق و لكن حبي للحق أعظم " .
خصائص التفكير العلمي 
1- الشك المنهجي : إن العالم لا بد أن يتخلص من الأفكار الموروثة الخاطئة التي تفسد البحث العلمي و تعوق من انطلاقه ، و من خلال الشك المنهجي يستطيع أن يتخلص من قيود الأفكار الموروثة الفاسدة و أعبائها
2- الموضوعية : تعني الموضوعية أن يقوم الباحث بالبحث في ظاهرة ما دون تدخل ذاته أو عواطفه و يتعامل مع موضوع دراسته كما هو في الواقع ، لا كما يتمنى أو يرغب ، فالعلم يصف الأشياء و تقريرها كما هي .
3- التكميم : أي تحويل الكيفيات الى كمية و مقدار ، فمثلا ، إذا درس الباحث ( الصوت ) رده الى ( ذبذبات ) ، و إذا درس (الحرارة )ردها الى ( موجات حرارية ) ، و إذا درس ( الضوء ) رده الى ( موجات ضوئية )
4- التعميم : يقصد بهذا المبدأ أن الباحث يقوم بإحصاء عدد من الظواهر و تعميمها ، فمثلا نحن نقول : جميع المعادن تتمدد بالحرارة على الرغم من أننا لم نجرب كل المعادن الموجودة في الطبيعة و إنما جربنا كمية محدود منها و هذا ما يسمى ب(الاستقراء) و هو يفيدنا في التنبؤ بوقوع الحوادث مسبقا 
5- التجربة : إن العالم الذي يدرس ظواهر الطبيعة الواقعية لا يستمد حقائقه إلا من التجربة الحسية ، و العلم يتناول البحث في الظواهر الجزئية الظاهرة للحواس ، و بمنهجه الاستقرائي ترتبط الوقائع أو الظواهر بعلاقات علية ( سببية ) .
6- التحقق : يعني التأكد من صحة النتائج التي يتم التوصل إليها عن طريق إعادة اختبارها ، و ذلك بالرجوع الى التجربة في الواقع ، فمثلا ، إذا وجد فايروس يؤدي الى الإصابة بالانفلاونزا فأننا نستطيع التحقق من ذلك عن طريق التجارب التي يجريها العلماء على  بعض الأشخاص أو الحيوانات ، فإذا انتقل المرض إليهم معنى ذلك تحققنا من صحة النتائج .

العلاقة بين الفلسفة و العلم

العلاقة بين الفلسفة و العلم قديمة منذ نشوء الفلسفة اليونانية ، فهذا طاليس كان فيلسوفا و عالما ( عالما بالمعنى القديم لكلمة علم ، حيث افترص أن أصل العالم من ماء ) و فيثاغورس كان رياضيا و فيلسوفا و كان أفلاطون يطلب دراسة الرياضيات فضلا عن الفلسفة ، فقد كتب على باب أكاديميته " لايدخل علينا إلا من كان رياضيا " و كان أرسطو له مؤلفات في الحيوان و النبات و الطب كما و يعتبر أرسطو مؤسس علم الأجنة الوصفي ( Descriptive Embryology ) . و ظل هذا الارتباط في العصر الوسيط بين الفلسفة و العلم فالكندي كان فيلسوفا و عالما اهتم بالرياضيات و الطبيعة و ابن سينا كان فيلسوفا و طبيبا اشتهر بكتابه ( القانون في الطب ) . إلا أن هذه العلاقة بين الفلسفة و العلم في العصر الحديث بدأت تتصدع و أخذت العلوم بالانفصال عن الفلسفة تدريجيا و لا سيما بعد ظهور فرانسيس بيكون (1626-1561) الفيلسوف الانجليزي أحد أهم أعمدة الثورة العلمية في أوروبا من خلال فلسفته القائمة على الملاحظة والتجريب و الذي انتبه الى انعدام جدوى المنطق الارسطي القائم على الاستنباط و القياس ، فظهر التيار التجريبي و بقوة ، فاستقلت الفيزياء أولا في القرن السابع عشر على يد نيكولاس كوبرنيكوس (1543-1473) و يوهانس كيبلر (1630-1571) و غاليلو غاليلي (1642-1571) و إسحاق نيوتن (1727-1642) لأنهم رأوا ضرورة الى إسناد أبحاثهم الى الملاحظة التجريبية و انفصلت الكيمياء على يد لافوازيه (1794-1743) في نهاية القرن الثامن عشر و الاحياء على يد تشارلز داروين (1882- 1809) في القرن التاسع عشر و علم الإجتماع على يد اوجست كونت ( 1882-1798) في القرن ذاته . و هكذا بدأت تتحدد معالم تيار تجريبي جديد يفصل العلوم ( الطبيعية ، و الرياضية ) عن امها ( الفلسفة ) و بهذا فإن الرغبة الحقيقية في الفصل بين الفلسفة و العلم ظهرت لدى العلماء في القرن السابع عشر و خاصة على يد الفيلسوف الانجليزي فرانسيس بيكون الذي أثبت عقم منطق أرسطو و انعدام جدواه ، حيث أنه يعتمد فقط على التفكير المجرد و القياس دون الأعتماد على التجربة و الحقائق الواقعية و بذا ابتعدت الفلسفة عن الواقع في كثير من نظرياتها فهي مجرد أفكار مثالية لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع . و الحق أن المنهج التجريبي كان هو صاحب الفضل في الثورة العلمية في أوروبا و التقدم العلمي و الصناعي بعد أن قضى على المنطق الأرسطي الذي ظل متربعا على عرش الفكر الاوروبي لما يقارب الألف سنة . إلا أنه في القرن العشرين ظهر بعض المفكرين الذين يدعون الى إعادة الوفاق بين العلم و الفلسفة مرة أخرى لأن انفصال العلم عن الفلسفة يسبب الضرر لكليهما ، فدعى غاستون باشلار (1962-1884) الى الربط بين العلم و الفلسفة في قوله " على الفيلسوف أن يكون على صلة بالتجارب العلمية و أن يهتم العلماء بالمذاهب الفلسفية النقدية ، لأن الانفصال بين الإثنين لن يكون في مصلحة أحدهما .              

Wednesday, 25 September 2019

تاريخ الفلسفة ، عصر الفلسفة الهيلينية ، العصور الوسطى المسيحية ، العصور الوسطى الاسلامية ، عصر النهضة

عصر الفلسفة الهيلينية 
سمي هذا العصر بعصر الفلسفة الهيلينية لامتزاج الحضارتين : الرومانية و اليونانية فقد صارت اليونان جزءا من المملكة الرومانية إذ استولى الرومان على ( مقدونيا ) و جميع بلاد اليونان سنة 146BC و انتقل بذلك جزء كبير من الحضارة اليونانية الى الرومانية . في هذه المرحلة انتهت مرحلة البحث المنظم الى مرحلة تحصيل العلوم وسعة الاطلاع اكثر منه عصر بحث و نظر . بعد سقوط اليونان بأيدي الرومان أدى بالبلاد الى تغيير تام في السياسة و العلوم ، فالنظام السياسي للحياة اليونانية أخذ ينهار ، و المبادئ الأخلاقية ضعفت ، و اهتزت الديانة الرومانية ، هكذا بدأ الأنسان اليوناني يبحث في هذه المرحلة عما يهديه في حياته فلجأ الى الفلسفة ، و عد الفلسفة هي الهادي الأمين . وقد غلب البحث في هذه المرحلة على الأخلاق و يتوضح ذلك في أفكار الرواقيين و الابيقوريين اذ كانت أغلب آرائهم تدور حول الأخلاق .
العصور الوسيطة المسيحية 
يسمى هذا العصر عصر الفلسفة المسيحية في أوربا ، إذ سقطت الدولة الرومانية و انهارت حضارتها ، لقد كانت الكنيسة في هذا العصر تضطهد الفلسفة و تعتبرها أفكارا كفرية حيث حددت دائرة الفكر في الديانة و كانت العدو الأول للفلسفة و العلم فأدى ذلك الى ضعف الحياة العلمية و خمودها ، و ما بقي من الفلسفة و العلم في العصور الوسطى فهو يخدم تعاليم النصرانية ، أما ما عدا ذلك فمرفوض رفضا تاما . و ظلت الفلسفة خادمة للدين قرونا عديدة . و كان من اشهر الفلاسفة المسيحيين في هذه المرحلة هو القديس اوغسطين (430-354) و توما الأكويني (1274-1225) . كما يلقب هذا العصر بالعصر المدرسي ، لأن التعليم كان يقوم به الرهبان في مدارس الكنائس ، و قد أنشأ شارلمان (814-742) كثيرا من المدارس في جميع أنحاء فرنسا  فكان مدرسوها من رجال الكنيسة.
العصور الوسيطة الاسلامية 
أما الفسلفة الإسلامية في العصور الوسطى كانت مختلفة عما هي علية في أوربا ، ففي الشرق كان التقدم العلمي و الفلسفي مزدهرا ، و كانت هذه المرحلة تسمى بالعصر الذهبي للتطورات التي كانت تشهدها البلاد الاسلامية حينها .و على الرغم من ذلك فأنها لا تخلو من اضطهاد لهذا العالم أو ذاك الفيلسوف أذا لم تكن أفكارهم تناسب مزاج الخليفة و أتباعه .و لا شك أن مجيء الاسلام 610 احدث تغييرا في طرق الحياة و النظر الى الأشياء بطرق مختلفة ، وعلى هذا فإن البحث العلمي لم ينشأ بالمعنى الواضح أي لم يظهر فلاسفة في عصر الخلافة الراشدة و لا في الدولة الأموية فكان المسلمون يتداولون في الأمور الدينية ،حيث كانت العلوم المعروفة في هذه الفترة هي العلوم الدينية فكانت أبحاثهم تدور حول هل أن الأنسان مخير أم مسير ؟ أو ما يسمى بحرية الإرادة ، و الكلام عن ( مرتكب الكبيرة ) هل هو مؤمن أم كافر ؟ و هل القرآن قديم أم مخلوق ؟ فنشأ ما يسمى ب(علم الكلام) أو (علم العقيدة ) التى كانت أبحاثه تدور حول كلام الله و المواضيع المرتبطة به . و هناك آراء تقول أن علم الكلام يمثل بداية الفلسفة الأسلامية و مقدمة لها في حين يرى آخرون أن علم الكلام لا يخرج عن كون موضاعته تدخل ضمن الفكر الديني فحسب و لا علاقة له بالفلسفة . أما في العصر العباسي فقد توسعت الدولة العباسية و تكونت لها حضارة واسعة و استفادوا من أفكار الفرس و الروم و الهنود و اليونان و علومهم . فنشطت حركة ترجمة العلوم  خاصة اليونانية منها في عصر أبي جعفر المنصور (775-714) و الرشيد (809-766) و المأمون (833-786) ، ففي زمن المأمون تمت الترجمة على يد السريان و لاسيما الفلسفة كالطبيعيات و الالهيات و الأخلاق و السياسة و منها كتب أفلاطون و ارسطو و أفلوطين و غيرهم . و ظهر فلاسفة كثيرون في هذا العصر من أشهرهم الكندي (866 - 801 ) و الفارابي (950 -872) و ابن سينا (1037- 980) و ابن باجة (1138-1080) و ابن طفيل (1185-1106) و ابن رشد (1198-1162)  و أبو حامد الغزالي (1058-1111) و غيرهم .
الفلسفة الحديثة ( عصر النهضة )
في هذه المرحلة ظهرت حركة فكرية و ثقافية في أوربا الغربية في القرن الرابع عشر و كانت موجهة ضد أفكار العصور الوسيطة المدرسية ، و أبتدأت النهضة في بعث العلم . و قضت أوربا قرنين كاملين في ثورتها الفكرية أدت الى ظهور الفلسفة الحديثة في القرن السابع عشر . فجاءت الفلسفة الحديثة رافضة للفلسفة المدرسية ، و دعت الى حرية الفكر و الى الشك و تحكيم العقل و تخلصوا من سلطة رجال الكنسية و الفلسفة الارسطية في آن واحد ووجهو النقد للفلسفة اليونانية القديمة فتوجهوا بالنقد لأمثال افلاطون (427BC-347BC) و أرسطو (384BC- 322BC) و اتجهوا الى البحث العلمي المستند على الملاحظة و الاستقراء . و من أبرز فلاسفة عصر النهضة فرانسيس بيكون (1626-1561) و رينيه ديكارت (1650-1569) و ديفيد هيوم (1776-1711) و جون لوك (1704_1632) و غيرهم .

Sunday, 22 September 2019

مقال في الفلسفة ، معنى الفلسفة

ان كلمة فلسفة ( philosophy ) ذات أصل يوناني فهي ( فيلو ) و ( سوفيا ) و تعني محبة الحكمة ، أما تعريف الفلسفة فهنالك تعريفات كثيرة للفلسفة بعدد المدارس الفلسفية لذا لا يمكن تقديم تعريف واحد للفلسفة مانع جامع و لكن من الممكن إعطاء تعريف عام يقرب لنا معنى الفلسفة .
الفلسفة : هي مجموعة أفكار متناسقة منسجمة تعبر عن ايدلوجيا معينة في جوانب مختلفة :اخلاقية ، سياسية ، اقتصادية ، جمالية ... الخ و الايدلوجيا تعني النظام الفكري المجرد لتفسير الطبيعة و المجتمع و الفرد تعد الفلسفة من اقدم العلوم و لكنها على الرغم من ذلك تثير السؤال حولها دائما أنها لا تقدم عطاءا ماديا ملموسا كما تفعل العلوم الطبيعية أو العلوم الأنسانية . و من الواضح ان العلوم الطبيعية تقدم لنا الأكتشافات و الصناعات المختلفة من خلال إقامة القوانين العلمية و تطبيقها في المجال التجريبي . و كذلك العلوم الانسانية كعلم النفس و الاجتماع تقدم اشياء ملموسة ، فعلم النفس مثلا يمكن أن يقدم علاجا للأمراض النفسية و العصبية ، و يصف الدواء كالمهدئات ، و علم الاجتماع هو الآخر يدرس العلاقات بين الأفراد و الجماعات و يعالج المشكلات الاجتماعية كالزواج و الطلاق و السلوك الاجتماعي .
أما الفلسفة فلا تقدم ذلك فليس لها أدوات عملية تطبيقية يستطيع الأنسان أن يلمس منها ذلك بل أنها تقدم الفكر المجرد فقط .
إن النظرة الشاملة تقدمها الفلسفة ، أما العلوم الجزئية كالفيزياء و الكيمياء و علم الارض وهي علوم ليست شاملة و لا تعطي نظرة عامة عن الكون كله بل عن جزء من العالم بينما الفلسفة تأخذ هذه العلوم و تستفيد من معطياتها و تهضمها , فتعطي منها نظرة نحو الوجود كله و من هنا تظهر الاهمية الكبرى للفلسفة في إعطاء نظرة شاملة للعالم كله .
و الفلسفة اذن تعطي الوعي بالأشياء و المجتمع و هي توضح لنا معاني للحرية و الجمال و الاخلاق

ما الباعث على التفلسف 
قال ارسطو (384BC-322BC) الفيلسوف اليوناني "ان الدهشة اول باعث على التفلسف ) فمن قديم الزمان كان الانسان يسأل  و ما زال يحاول حل الالغاز الكونية كالرعد و الامطار و شروق الشمس وغروبها و الزلازل و البراكين و غيرها حيث أن ظروف الانسان في كل زمان و مكان تفرض عليه التفلسف و هناك رغبة عميقة في نفسه لمعرفة العالم الذي يعيش فيه و معرفة أحداثه ، فالفلسفة حب عميق في نفس الانسان لمعرفة خفايا الاشياء و أسبابها .
اذا رجعنا الى طبيعة التفكير العقلي للأنسان لوجدناه يتفلسف بطبيعته اي ان كل انسان فيلسوف بدرجة أو بأخرى لأن كل أنسان لا بد أن يسأل ما أصل هذا العالم ؟ لماذا يعيش الأنسان في هذا العالم و لأجل ماذا ؟ و ما مصير الأنسان بعد الموت ؟

تعريف ارسطو (384BC-322BC) للفلسفة : عرف أرسطو الفلسفة بأنها دراسة الوجود بما هو موجود أو العلم الذي يدرس اسس الوجود و أطلق على هذا العلم بالفلسفة الاولى أو الحكمة الاولى تمييزا لها عن الفلسفة الثانية و هي العلوم الطبيعية
تعريف الفارابي (950-874) للفلسفة : يعرف الفارابي الفلسفة على أنها العلم بالموجودات بما هي موجودة و يرى هدف الفلسفة هو معرفة الحقيقة و عنده الفلسفة الاولى (علم الالهيات)اشرف انواع الفلسفة
تعريف ديكارت (1650-1596) للفلسفة : عرف ديكارت الفلسفة بأنها العلم الكلي الشامل أو هي دراسة الحكمة و تشمل جميع العلوم المختلفة و الفلسفة تستهدف تحقيق سعادة الانسان
تعريف وليم جيمس (1910-1842) للفلسفة : يعد وليم جيمس أحد أعلام الفلسفة البراجماتية (العملية) الذي يرى أن الفكرة الصادقة تعتمد على آثارها أو نتائجها فأن القيمة الحقيقية لأي فكرة تعتمد على نجاحها في الحياة العملية و ما دامت الفلسفة هي أفكار و مبادئ فأن صدقها و صحتها تعتمد عل  النتائج التي يحصل عليها الأنسان أي إن أفكارنا لا تطلب لذاتها و إنما تؤخذ وسائل لتحقيق أغراضنا في الحياة .

Monday, 9 September 2019

تأثير القانون الصناعي في القوانين الأخلاقية

في المقالة السابقة تكلمنا عن تأثير القانون الزراعي في الأخلاق و في هذه المقالة نتكلم عن تأثير القانون الصناعي فيها . ظهرت المصانع فجأة و أخذ الرجال و النساء و الأطفال يهجرون البيت والاسرة ليعملوا كأفراد يأخذ كل منهم أجره بمفرده و ذلك في بيئة متوحشة اقيمت لتأوي الالات لا البشر و نمت المدن فأخذ الناس بدلا من البذر والحصاد في الحقول يكافحون في معركة حياة أو موت في ورش مظلمة مع السكاكين والمناشير والعجلات و المكابس وقطع الحديد , و توالدت الاختراعات كما توالدت الطبقة العاملة فيها , ان القانون الصناعي ادى الى تغيير القيم الاخلاقية حيث اصبحت المرأة منافسا للرجل في العمل و المجالات الصناعية فاصبحت الاعمال السابقة التي كانت تقوم بها المرأة في الحقل تقوم بها في المصنع , كما أدى دخول المرأة في المجالات الصناعية و مزاحمتها للرجل في العمل على جعل الحمل و الولادة عبئا ثقيلا عليها يكلف كثيرا من الوقت و المال للاطباء والمستشفيات والممرضات فليس من السهل على المرأة المعاصرة الانجاب بالسهولة واليسر التى كانت تنجب بهما جدتها . وكلما كثر عدد الاطفال ازدادت الامور سوءا فكل ولد يحتاج تعليم حتى سن الرابعة والعشرين كما ان الاولاد يضاعفون اجرة البيت والسفر ويذهبون الى المسارح والملاهي بانتظام , من اجل ذلك كان الحمل و انجاب الاطفال في المدن عبئا ثقيلا لذلك تفضل المرأة تاخير وقوعه اكثر ما تستطيع وربما فضلت العقم على الحمل والانجاب و انتشرت موانع الحمل وبذلك قل عدد النسل , فبعدما كان تعتبر كثرة النسل فضيلة في المرحلة الزراعية اصبحت لعنة ونقمة واصبحت قلة النسل هي الاصلح في المرحلة الصناعية . أن اختراع موانع الحمل و ذيوعها قد كان له الاثر الكثير في تغيير اخلاقنا , فقد كان القانون الاخلاقي قديما يحصر الصلة الجنسية في الزواج اما اليوم فقد انحلت الرابطة بين الصلة الجنسية و بين التناسل و خلقت موقفا لم يكن اباؤنا يتوقعونه و أثمرت هذه الشروط كلها علة أوسع و أعم لتغير أخلاقنا و هي تأخير الزواج , فقد وجد أن معدل سن الزواج في بريطانيا 33 سنة وفي فرنسا 31 سنة لأحصائية عام  2010 و معدل سن الزواج في أمريكا 29 سنة لعام 2013 و كلما ازداد انتقال الناس من الريف الى المدينة ارتفعت سن الزواج و اتجهت أكثر فأكثر نزعة رجال الطبقة المتوسطة على اعتبار الزواج خسارة وقد اصبح الاطفال حملا ثقيلا و البيت شقة في عمارة كبيرة . ويتأمل الاعزب حياة اصدقائه المتزوجين و يرى كيف يتهالكون على العمل و كيف ان حياتهم صعبة و مرهقة فيؤثر حياة العزوبية على الزواج . فحياة المدن تفضي الى كل مثبط عن الزواج و لكن انتشار الاباحية في هذا العصر و كل المتع الجنسية الرخيصة جعل من العسير على الفرد ان يكبح جماح شهواته فيأخذ الجسم بالثورة و تضعف القوة على ضبط النفس عما كان في القديم و تصبح العفة موضعا للسخرية و يختفي الحياء و يفاخر الرجال بخطاياهم و تطالب النساء بحقها بالانغماس في مغامرات غير محدودة على قدم سواء مع الرجال ويصبح الاتصال الجنسي قبل الزواج مألوفا , فقد تمزقت أوصال القانون الأخلاقي و لم يعد العالم المدني يحكم به , فيلجأ الرجال الى صحبة الساقطات فينتقل من ساقطة الى أخرى أو يتردد على الكباريهات حتى تمل نفسه وتسأم استعراض الاجسام المتمايلة و السيقان العارية و يكتشف ان جميع الفتيات متشابهات فيمل اخر الامر الرذيلة نفسها ثم يجد ان صعوبات الزواج ليست شيئا مذكورا بالقياس الى الفراغ الذي يحس به معظم العزاب في حياتهم . و لسنا ندري مقدار الشر الاجتماعي الذي ينشأ عن تأخير سن الزواج و لكن معظم الشر يرجع في أكبر الظن الى التأجيل غير الطبيعي للزواج و ما يحدث من اباحية بعد الزواج فهو في الغالب ثمرة التعود قبله .

الأخلاق و تأثير القانون الزراعي على القوانين الاخلاقية

هل الأخلاق ثابتة مطلقة ام نسبية متغيرة ؟ لقد اختلف الفلاسفة على الاجابة عن هذا السؤال على مر العصور و مازالوا مختلفين . لقد كانت جميع الأمم في القديم ترى أن اخلاقها هي الصحيحه وهي المعيار والمقياس وهذا يرجع الى قلة الاحتكاك بين الامم وبدائية طرائق النقل والمواصلات في العصور القديمة , ولكن في هذا العصر بعد تقدم طرائق النقل والمواصلات و توفر الانترنيت اصبح بالامكان الاطلاع على كل عادات وتقاليد الشعوب مهما بعدت . فترى ان الاخلاق تختلف من بلد الى بلد و من زمان الى  اخر , ففي الحقيقة ان الاخلاق مستمدة من التقاليد وليس الضمير او العقل فكل الامم تعتقد بأن اخلاقها مما يفرضه العقل و يرتضيه الضمير ولكن في الحقيقة تجد ان اخلاقهم  ليست الا امتدادا لعاداتهم وتقاليدهم . فترى ان ما كان اخلاقيا في بلد  يعد لا اخلاقيا في بلد اخر و ما يعد اخلاقيا في زمان ما يعد لا اخلاقيا في زمان اخر . فمثلا عند كثير من الامم اذا مرض احد الابوين يكون من بر الوالدين الاعتناء بهم و نقلهم الى المستشفيات حتى يشفو بينما نجد عند قبائل الملايو اذا مرض احد الابوين مرضا خطيرا فانهم يقتلونه لتخليصه من عذاب المرض و المه ويعدون هذا من بر الوالدين ويتفاخرون به . ونرى ان المسلمة ترى ان تغطية الرأس بالحجاب يعد من العفة بينما المراة الصينية تعد تغطية قدمها عفة . و يعد اكل لحوم البشر في وقتنا الحالي باعثا على التقزز و الاشمئزاز ولكن كان يعد عند بعض القبائل البدائية شيئا عاديا .اذن نرى ان الاخلاق نسبية وهي تختلف من مكان الى اخر ومن عصر الى اخر , فما الذي يحدد الاخلاق اذن . ان الذي يحدد نمط الاخلاق بالنسبة لشعب معين هو فائدتها للصالح العام اي بمقدار ما تنفع المجتمع . فمثلا يعد تعدد الزوجات في اوقات الحروب امرا طبيعيا و مندوب اليه ففي اوقات الحرب يزادا عدد النساء على الرجال فيعدد تعدد الزوجات في مثل هكذا مجتمع امرا مباركا اولا لزيادة عدد النسل وثانيا ان المراة لتؤثر امتلاك ظفر من رجل على الحرمان منه على الاطلاق . ولكن تعدد الزوجات في مجتمع ينعم بالسلم يعد محظورا من المحظورات و ذنبا لا يغتفر . 

تاثير القانون الزراعي على القوانين الاخلاقية 

من الواضح ان القوانين الاخلاقية تتغير فما الذي يغيرها اذن ؟ ولماذا تعد بعض الافعال حسنة في زمان أو مكان معينين و تعد قبيحة في زمان أو مكان اخر ؟ من المحتمل أن تبدل الاساس الاقتصادي للحياة هو الذي يحدد التغير الاخلاقي و لقد وقع في التاريخ نوعان  من التغير العميق احدهما الانتقال من الصيد الى الزراعة والاخر الانتقال من الزراعة الى الصناعة و في كل طور منهما اتضح ان القانون الاخلاقي الذي كان يرى صالح الجماعة في الطور السابق من الحياة اصبح غير ملائم واخذ يتعدل تدريجيا و بطيئا في ظل النظام الاقتصادي الجديد , فمثلا عاشت جميع اجناس البشر في القديم على مطاردة الحيوانات و قتلها وتقطيع اجزائها و كانت الشراهة حينها صفة لازمة للبقاء وحفظ الذات فالانسان في مرحلة الصيد كان يأكل كما يأكل الكلب في عصرنا الحديث و ذلك لأنه لم يعرف متى يتناول وجبته القادمة , فالشراهة بنت القلق كما ان القسوة بنت الخوف . فكل رذيلة اليوم كانت تعتبر فضيلة سابقا , فالوحشية والكراهية والشراهة التي تعتبر في عصرنا هذا من الرذائل المحقورة كانت تعتبر في مرحلة الصيد ضرورية في الصراع من اجل البقاء . فهنالك عرض و طلب على الاخلاق كما على السلع . ثم انتقل الانسان من مرحلة الصيد الى الزراعة .  نحن لا نعلم على وجه التحديد متى تم هذا النتقال و لكن نحن على يقين من أن هذا التحول العظيم خلق فضائل جديدة لم تكن موجودة في مرحلة الصيد و انقلب الكثير من الفضائل القديمة الى رذائل . فصار العمل والدأب ألزم للحياة من الشجاعة و الاقتصاد مرغوبا اكثر من القسوة و السلم انفع من الحرب و ارتفعت قيمة المرأة لأنها أصبحت أعظم قيمة في مجال الزراعة منها في مجال الصيد و انتقل الأنسان من الفوضى الجنسية الى الزواج المنظم و ذلك لأن الزواج من المرأة ارخص من استخدام أمرأة تكلف نفقة كبيرة في مهام الزراعة بل أن أي طفل تنجبه المرأة تصبح المعونة التي يقدمها في اداء مهام الزراعة أقل من تكاليف غذائه و كسائه البسيطين , فالأبناء يساعدون ابائهم في مهام الحقل و حتى الفتيات كن نافعات الى حد ما من اجل ذلك ارتفعت قداسة الامومة و اعتبر منع الحمل منافيا للاخلاق و كانت الاسرة الكثيرة العدد ينالها رضا المجتمع لأنه كلما ازداد عدد الاطفال زادت المعونة التي يقدمونها في مهام الحقل والزراعة . لذلك كان من المعقول ان تقبل تعاليم المسيحية عدم تعدد الزوجات و عدم الانفصال بين الزوجين وذلك لان زوجة الفلاح كانت تلد له كثيرا من الاطفال وكان من الصواب ان يحتفظ الاب والام بولاء احدهما للاخر لذلك سادت مفاهيم اخلاص الازواج لبعضهم والاقتصار على زوجة واحدة بغير طلاق والعفة والميل الى كثرة النسل متماسكة في ظل القانون الزراعي .

Saturday, 7 September 2019

هل يمكنكي تحديد جنس طفلكي التالي اليكي الطريقة

يرغب الكثير من الازواج بأختيار جنس اطفالهم خصوصا طفلهم الاول لان في بعض الدراسات تقول ان اذا كانت البنت هية الطفل الاول في العائلة فان لديها نسبة عالية في النجاح و تكوين شخصية قوية و قيادية في المجتمع اما اذا كان هناك ولد يسبقها فقد يأخد بعض من الفرص و ايضا للعوائل الذين لديهم فقط الابناء الذكور و يرغبون في ان يكون طفلهم التالي انثى او بالعكس اضافة الى تجنب بعض الامراض الوراثية التي تصيب الذكور كفقر الدم المنجلي المرض المرتبط بالجنس و الذي يصيب الذكور اكثر ب 20 مرة من الاناث .
توجد طرق طبيعية لتحديد الجنس مثل طريقة شتل shatle حيث اكتشف العالم شتل shatle ان الحيامن ذات الكروموسوم Y تكون انحف واخف و اسرع من الحيامن التي تحمل كروموسوم X النتي تكون اثقل وابطى لكن ذات قابلية تحمل اكثر للحموضى و اقوى من الاولى لذا يمكن تحدديد الجنس عن طريق جعل عملية الاخصاب تحدث في بداية انتاج البيضة لتكون في الغالب جنين ذكر لان الحيامن الذكرية تصل بسرعة اما عن طريق تأخير عملية الاخصاب في الغالب يتكون جنين انثى لكن المشكلة والتي جعلت الطريقة غير فعالة اننا لا يمكننا تحديد يوم انتاج البيضة عند المرأة(عملية التبويض ovulation) و قد يتغير اليوم في كل دورة شهرية قد تزداد حرارة جسم المرأة اثناء عملية التبويض بنسبة صغيرة ولفترة قصيرة لكن ايضا من الصعب قياسها فنلجأ للطرق الصناعية هناك الكثير منها بعضها غير مكلف لكن نسبة نجاحها قليلة نسبيا و هناك اكثر كلفة ونسبة نجاحها اكبر من الطرق يتم فصل الحيامن الذكرية عن الانثوية عن طريق وضعها في انبوب يحتوي على تركيز ممدرج من السكر من الواطئ في السطح الى العالي في القعر ففي الغالب تنزل الحيامن الذكرية الى الاسفل نسبيا لانها اضعف و تحتاج نسبة سكر اكثر بينما تبقى الحيامن الانثوية في الغالب اقرب الى السطح بعدها تزرع في الرحم و يتم الاخصاب هناك طرق اخرى للفصل غير هذه
توجد ايضا طريقة طفل الانابيب وهية اكثر كلفة لكن الاكثر نجاحا بنسبة عالية جدا حيث يتم سحب البيضة و تخصيبها مختبريا مع الحيمن المنتقى من الحيامن الاخرى ثم زرع البيضة مرة اخى في الرحم لكن هناك ايضا عيوب او سلبيات في الطريقة منها انها مكلفة  و يعطى للزوجة ادوية تساعد على زيادة نسبة الاخصاب و وزيادة عدد مرات التبويض (لكي نضمن الحصول على افضال نتيجة)والتي لديها اثار جانبية على المرأة اضافة ان زيادة عدد مرات التبويض قد ينتج توائم
غير ان عملية التلقيح الصناعي (طفل الانابيب) ممنوعة قانونيا في بعض الدول اذا كانت لتحديد جنس الطفل فقط و عدم وجود اسباب اخرى مثل الصين والهند و معظم دول اوروبا لان الطريقة تستخدم ايضا لتجنب الاجنة ذات الجينات التي تحمل امراض وراثية و منعت لكي لا يكون هناك تمييز في الجنسين اذا في الصين والهند يفضل الذكر على الانثى السبب الذي جعل تلك البلدان تعاني من زيادة عدد السكان الذكور على نسبة الاناث اضافة ايضا اذا سمحت مثل هذه العمليات بدون قيود قد يتجه الناس الى تحبيذ صفات معينة لدى اصفالهم مثلا الرغبة في ان يكون الطفل ذا شعر اشقر او عيون بلون معين مما يزيد التفرقة بين الناس و هذا ما تريد الحكومات تلافيه .

Thursday, 5 September 2019

حقيقة الحجاب و سلب حرية المرأة هل هو بأمر الاسلام او سلطة ذكورية على المرأة المسكينة

كثر الحوار والنقاش في الحجاب وسوف يستمر الخلاف فيه هل هو عادة ام هو عبادة و امر من الله و ان كان واجب هل ضوابطه وتفصيلاته هية من الرسول الكريم (ص) ام اجتهاد من العلماء نبدأ بكلمة الحجاب هية في الحقيقة كلمة مطاطية وواسعة تشمل الكثير من المعاني والتأويلات ذكرت الكلمة الحجاب  7 مرات في القران مع وجود ايات اخرى تشير الى الحجاب او ما في معناه لكن في اغلب مواضع ذكر الكلمة نفسها دلت على الحاجز المكان قد يكون قماش بين الرجل والمرة ليس كلبس للمرأة ((اذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب )) هنا لا يدل شي على الحجاب كلبس و اية اخرى ((قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين )) وكلمة جلباب تعني الثوب الفضفاض الواسع هنا الغاية والمسلك للثوب هو ان لا يتعرض احد لهن و لا يؤين  من قبل من في نفسه سوء و ان يدل الثوب على ان المرأة عفيفة تريد صون نفسها و هذا معنى ذلك ادنى ان يعرفن المقصد معرفة الصفة فسمح للمرأة الخروج للسوق و لقضاء حاجتها و للصلاة في المسجد و هنا نذكر ان كثير من البنات اليوم تربط لاشعوريا الحجاب مع القيود و منع الحريات التجوال وغيرها فان الاسلام اتاح للمرأة الحرية لكن بأطار جميل و هو صون نفسها ظهر ايضا بعض الاحاديث بان افضل النساء من لم ترى رجل ولم يراها قد يصح هذا الحديث لكن من المنطقي ظهوره في ذلك الزمان زمان البيئة اىصحراوية التي فيها لا يجد الرجل العمل غير التجارة و القتال فافضل شي تفعله المرأة في ذلك الوقت هو الاهتمام بأمور البيت عكس الوقت الحاضر حيث تنافس المرأة الرجل وتتفوق عليه في كثير من الاعمال واشغال الحياة
ان من عادات العرب في بيئتهم هذه ارتداء لباس لتغطية الرأس تجنب لاشعة الشمس و الغبار والاتربة حتى الرجال و كان يسمى الخمار ((وليضربن بخمورهن على جيوبهن )) و الجيب هو فتحة في الثوب تظهر الصدر و كانت بعض من الاثواب ذات فتحة واسعة تظهر الصدر و مفاتن المرأة لذا امر بتغطيته بالخمار الذي يلبس في الرأس بدل من يلف الى الخلف يستر به الصدر و كان الرسول متساهل في امور النساء منها الحجاب واعلى قيمة المرأة ودورها في المجتمع عكس قيم الجاهلية لكن مع انه الزنى حدث في عهد الرسول الا ان ذلك لم يدفعه الى التشديد بالحجاب و تقيد المرأة
فان الحجاب هو عادة و مسلك موجودة في ثقافات الشعوب ككل لكن الشرع فيها رأي و حكم مبني على غاية و مقصد و متكيف مع البيئة مثلا في الصين القديمة كان كاحل المرأة يعتبر فتنة تثير الرجل فعندها يجب حجبه و هكذا بالنسبة للالوان فبيئتنا نحن العرب بيئة حارة لذى من العادي ان تلبس النساء الوان فاتحة لكن غير ملفتة و غريبة وفيها شهرة
لكن على مر التاريخ سلطة الرجل و ذكورية المجتمع فرضت قيود على المرأة تراكمت وظهرت نتيجتها في بعض المجتمعات و الافكار فالاسلام متوسط دائما نعم لا نقبل كامل الحرية والسفور في المجتمع الغربي لان المجتمع بطبيعته فيه غير المتزوجين و فيه الغير قانعين بزوجاتهم فهولاء صعب عليهم غض بصرهم  لكن لا يعني ان نحرم المرأة حريتها وحقوقها ان بداية القيود ظهرت في العهد العباسي فيه حيث كثرت الجواري والاماء لذى من السهول على الرجل ان يتزوج و يطلق ويمتلك الاماء لذى خضعت المرأة لما يريده الرجل ليشبع غيرته لان ان تطلقت قلت فرصتها في الزواج مرة ثانية على عكس ما كان موجود في عهد الراشدي والاموي حيث نسبة زواجها مرة ثانية لا تتأثر كثيرا ان كانت يافعة حسناء اما الان فذات العشرين سنة ان تطلقت فحظها يكون مع شيخ كبير و هذه مصيبة ما بعدها مصيبة .

التفسير الاقتصادي للتاريخ

سنتناول العامل الاقتصادي في سير التاريخ , لعل أول من تناول هذا الموضوع هو الفيلسوف الالماني كارل ماركس (1818_1883) الذي يعتبر من اهم الاقتصاديين في التاريخ . يقول ماركس ان العامل الاقتصادي اي طريقة توزيع الاموال وتقسيم الثروة و استهلاكها وحرب الطبقات بين الاغنياء و الفقراء هي التي تحدد على مر الزمن كل مظهر من مظاهر الحياة سواء اكان دينيا ام خلقيا ام فلسفيا ام علميا ام ادبيا ام فنيا . فنقض ماركس الفكرة القائلة بان وعي الناس و افكارهم هي التي تحدد حياتهم بل على العكس حياة الناس الاجتماعية هي التي تحدد وعيهم وافكارهم . كما ان الاحداث العظيمه كمقتل قيصر او الثورة الفرنسيه او حروب نابليون ليس لها ذلك التاثير الكبير فهذه الاحداث ما هي الا نتائج للظروف الاقتصاديه. كما ان ماركس لم يقسم التاريخ الى قديم ووسيط وحديث على عادة المؤرخين بل قسمه الى مرحلة الصيد والرعي ومرحلة الزراعة و مرحلة الصناعة , ويرى ان هنالك حدثين هما الاهم في تاريخ البشريه هي الثورة الزراعية و هي الانتقال من مرحلة الصيد والرعي الى مرحلة الزراعة و الثورة الصناعية و هي تمثل الانتقال  من مرحلة الزراعه الى مرحلة الصناعه . حيث قرر ماركس ان الظروف الاقتصاديه هي التي تحدد قيام الامبراطوريات وسقوطها اما الظروف السياسية والاخلاقية والاجتماعية فليس لها الا مدخل بسيط , بل اكثر من ذلك فهو يرى ان جميع صفات المجتمع الاخلاقية والدينيه والثقافية والسياسيه ترجع في الاصل الى العامل الاقتصادي . وفي اساس كل شئ توجد طبيعة الارض أهي صالحه للزراعه ام فقط للرعي ؟ اهي تحتوي على معادن ام لا ؟ فمصر كانت قوية لاحتواء ارضها على الحديد و بريطانيا في القديم كانت قوية لاحتواء ارضها على الصفيح , وفي الحديث لاحتوائها على الحديد والفحم , واخذت اثينا في السقوط حينما نضبت مناجم الفضة و قوَى ذهب مقدونيا فيليب و الاسكندر . ويتسائل ماركس هل حارب الاغريق معركة طروادة من اجل جمال أمرأة مستهترة مثل هيلين أم أتخذوها حجة لاسقاط طروادة و طرد اعدائهم من الحيثين و اعوانهم من المدينه التي كانت تشرف على الطريق المائي الى أسيا . كما ان استعباد العمال في اليونان ادى الى اعاقة التقدم الصناعي وكذلك استعباد المرأة في اليونان ادى الى الحد من نمو الحب الطبيعي فادى الى انتشار الشذوذ الجنسي والذي اثر على فن النحت عند الاغريق . لماذا أكتشفت أمريكا هل من أجل المسيحية ؟ كلا بل من أجل الذهب لماذا استخلصها الانجليز من أيد الاسبان والهولنديين والفرنسيين ؟ وذلك لأن أنكلترا كانت تملك الاموال لتبني الاساطيل القوية , و لماذا ثارت المستعمرات على انكلترا ؟ لأنها لم ترغب في دفع الضرائب غير المعقولة للأنجليز . ربما يرد اعتراض على هذا القول بأن الافكار الدينية هي التي سيطرت على عقول الناس و افكارهم في العصور الوسطى في اوربا و ليس الشؤون الاقتصادية , في الحقيقة هذه نظرة غاية في السطحية حيث نرى ان سيطرة الافكار الدينية على عقول الناس في العصور الوسطى في اوربا كانت ناشئة من القوة الاقتصادية الهائلة للكنسية التي نشأت على حساب الشعوب المحطمة و والمعدومة و على جهل الناس وثبتت قواعد الكنيسة مع الهبات والوصايا والضرائب . كما ان الحروب الصليبية التي نشبت في العصور الوسطى لم تكن من اجل الدين بل من اجل استرجاع طريق تجاري من المسلمين . أن الافراد ربما يتحركون بدوافع تبدو في الظاهر غير اقتصادية كالدوافع الدينية أو الوطنية هذا يطبق على الافراد أما الجماعات فيسيرها اشخاص على وعي تام بالقيمة الاقتصادية . فنجد مثلا شخصا مثل كولومبوس مكتشف العالم الجديد " امريكا " بحث عن الهند ليقدم مسيحيين جدد للبابا و للكنيسة ولكن هل الملكة ايزابيلا الاولى و زوجها فرناندو دعموه لهذا السبب . قد يتصرف الافراد طبقا لدوافع غير أقتصادية و قد يضحون بأنفسهم في سبيل دينهم أو ابنائهم او اهل بلدهم ولكن هذه الأعمال العابرة من البطولة و الجنون ليس لها اهمية في قيام الدول و سقوطها . فماركس لم يطبق الحتمية الاقتصادية على الافراد بل على المجتمعات . 

Wednesday, 4 September 2019

التفسير الجغرافي للتاريخ

قلنا ان للتاريخ قوانين عامة يسير عليها ويتحدد بها مصير الامم والحضارات والامبراطوريات ولكن اختلف فلاسفة التاريخ على اي هذه العوامل هو الاكثر تأثيرا أهو العامل الجغرافي ام العامل الاقتصادي ام العامل العرقي ام العامل الديني ...الخ .
ففي هذه المقالة سوف نتناول تأثير العامل الجغرافي على مجريات التاريخ كالمناخ و التضاريس و درجة الحراة ومنابع المياه و غيرها .
في القرن الرابع قبل الميلاد الف ابقراط (460BC - 370BC) كتابا عنوانه "الاهوية والمياه والاماكن" تكلم عن تأثير البيئة الجغرافية في تكوين الحضارات و اخلاق الناس و صياغة قوانين الامم .
و اعتقد ارسطو(384BC-322BC) ان سبب تقدم اليونان يرجع الى مناخ اثينا المتوسط.
لكن اول من تكلم عن تأثير العامل الجغرافي بطريقة علمية هو العالم الفرنسي مونتسيكو (1689-1755) فاعتقد مونتسيكو أن الاجواء الباردة جعلت قبائل الشمال يميلون الى النشاط اكثر بينما قبائل المناطق الاستوائية يركنون الى الكسل اكثر ، فمثلا الهندوس يقدسون الكسل ويعتبرونه هو محور الكون و هو كذلك يعد عندهم الفضيلة الاكبر . كما اعتبر الكسل دلالة على المكانة العالية فبعض الناس يطيلون اظفارهم دلالة على عدم العمل.
كما ان الشعوب الجنوبية قدر لها ان تكون نهبا للقبائل الشمالية
فقد تعرضت اسيا لغزوات القبائل البربرية الشمالية احدى عشرة مرة.
ايضا ان عظمة المناظر الطبيعية في الهند سحرت عقول الهندوس وحملتهم على عبادتها بينما بساطة الطبيعة في اوربا جعلت الاوربيين يهيمنون على الطبيعة بدلا من عبادتها .
بعدها جاء العالم الالماني فيدريك راتزل (1844-1904) و قرر ان بأن كمية المطر و وجود الانهار والبحيرات و منابع المياه هو الذي يحدد قيام الحضارات والامبراطوريات وفنائها فنجد أن انهارا مثل نهر النيل والهوانجو و السين و التايمز و الهدسون و الالب و دجلة و الفرات قامت على ضفافها الخصبة مهد جميع الحضارات تقريبا.
ثم نجد ان روسيا كانت تتطلع الى القسطنطينية جنوبا اشد التطلع
وذلك لأن جميع انهار روسيا تسير نحو الجنوب وتصب في البحر الاسود و بحر قزوين و هذا جعل منها أمة اسوية لفترات مديدة
الى ان جاء بطرس قيصر روسيا و بنى مدينة سان بطرس بيرغ وفتح النيفا للملاحة غربا فحول روسية من امة آسوية إلى امة أوربية .
كما أن في الحرب العالمية الاولى حاربت روسيا من اجل ميناء البلطيق والمانيا للحصول على مصب الرين وفرنسا لتضع يدها على الرين كله.
في النهاية لا يمكننا ان نقول بأن العامل الجغرافي حاسم في جميع الظروف و الحالات فهناك عوامل أخرى تسيطر على مجريات الاحداث وتؤثر فيها تأثيرا حاسما كالعوامل الاقتصادية والعرقية
و النفسية و الثقافية و الدينية ... الخ .
وليس العامل الجغرافي الا واحدا من هذه العوامل .




Tuesday, 3 September 2019

تفسير سير التاريخ

                           
لقد اختلف فلاسفة التاريخ على هل ان للتاريخ قواعد وقوانين حتمية يسير عليها ام لا . ان اول من قال بالتاريخيه الحتمية هو ابن خلدون  (1332 -1406) فقد قال بأن للتاريخ قوانين عامة
و هو يسير سيرا حتميا تخضع له جميع الامم والحكومات والدول
و لا مناص للفرار منها فهي واقعه حتما . ان هذا الكلام في وقته يعتبر غير مألوف في ذلك العصر واقصد القرن الرابع عشر فلقد كان المؤرخون قبل ابن خلدون يفسرون التاريخ تفسيرا دينيا فهم يعزون سبب سقوط الامم الى فسادها و كفرها لكن ابن خلدون قال بأن هذه الحتميات والقوانين لا تميز بين امة صالحه وامه طالحه
فنجد ان امبراطورية وثنية مثل الامبراطوريه الرومانيه قد انهارت
ومثلها الحضارة الاسلامية قد انهارت . لعل السبب الذي قاد ابن خلدون لهذا التفسير للتاريخ هو ان ابن خلدون حاول ان يقيم امارة في المغرب العربي يكون هو ملكها لكي يرجع مجد عائلته التي كانت من العوائل التي حكمت فترة من الفترات بعض مناطق المغرب العربي و لكنه فشل في ذلك فأراد ان يفسر ما حصل له وفشله في تحقيق حلمه بالامارة فعكف على تأليف كتاب في التاريخ اسماه كتاب "العبر" فقدم له بمقدمة هي التي تعرف بمقدمة ابن خلدون والحق ان هذا الكتاب يعتبر اول كتاب في علم الاجتماع الذي اسماه بعلم العمران لذلك يعتبر بعض المؤرخين أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع الحديث و ليس العالم الفرنسي أوغست كونت ( 1798-1857) .
لقد اعتبر ابن خلدون ان اهم عامل في الحصول على السلطة هي "العصبيه" اي جماعة كبيرة من الناس . وهذا يعني لا سلطه من دون العدد الكافي من الناس وهو بذلك نفى ان تكون القبيله الصغيرة قادرة على القيام بالسلطه وذلك لعدم توفر شرط العصبية فيها بينما القبيلة الكبيرة قادرة على اخذ السلطة لتوفر الشرط فيها وهي العصبية اي العدد الكافي من المناصرين وهي بعد ذلك تظل على رأس السلطة الى حين توفر عصبية اكبر منها فاذا توفرت تلك المجموعه من الناس التي تكون عصبيتها اكبر من العصبية القائمه بالسلطة كانت قادرة على اسقاطها والقيام محلها .
و هو بذلك قال ان اي شخص لا تتوفر عنده العصبيه الكافية اي عدد الناس الكافي للخروج على الحاكم لا يجوز له الخروج على ذلك الحاكم .
ثم ان ابن خلدون قرر بأن جميع الحكومات تمر بمراحل خمس
 المرحلة الاولى : طور الظفر بالبغية و غلب المدافع والممانع والإستيلاء على الملك و انتزاعه من أيدي الدولة السالفة قبلها.
فيكون صاحب الدولة في هذا الطور أسوة بقومه في أكتساب المجد و جباية المال والمدافعه عن الحوزة والحماية لا ينفرد دونهم بشئ
لأن ذلك مقتضى العصبية التي وقع بها الغلب وهي لم تزل بعد بحالها .
المرحلة الثانية : وهي طور الاستبداد على قومه والانفراد دونهم بالملك وكبحهم عن التطاول للمساهمة والمشاركة . ويكون صاحب الدولة في هذا الطور معنيا باصطناع الرجال واتخاذ الموالي والصنائع والاستكثار من ذلك .
المرحلة الثالثة : طور الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع
طباع البشرية اليه تحصيل المال و تخليد الاثار وبعد الصيت فسيتفرغ للجباية و ضبط الدخل والخرج واحصاء النفقات وبناء المباني المرتفعه و تشييد الامصار والمدن والدفاع عن السلطة ضد الطامعين فيها والخارجين عليها .
المرحلة الرابعة : وهي طور القنوع والمسالمة ويكون صاحب الدولة في هذا الطور مقلدا مقلدا الماضي من سلفه ويرى ان الخروج عن تقليده فساد امره وانهم ابصر بما بنو من مجده و هو بذلك ينزع الى تقليد اسلافه
المرحلة الخامسة :طور الاسراف والتبذير ويكون صاحب الدولة في هذا الطور منغمسا في الشهوات والملاذ واصطناع جلساء السوء والجواري الحسان مضيعا من جنده بما انفق على شهواته وترفه
ويسمى هذا الطور بطور الهرم حيث تلفظ السلطة انفاسها الاخيرة
وينقلب عليها الناس و يحيكوا الخطط و المؤامرات لأسقاطها فاذا جاءت الجماعة ذات العصبية الاكبر اسقطتها وحلت محلها وهكذا دواليك

واذن فان تحليل ابن خلدون بولادة ونمو وهرم الدول هو ذو اهمية بالغة لأنه ينطلق من دراسة الحركة الداخليه للدولة المتمثلة بالعصبية تلك المقولة الاجتماعية والسياسية التي تعتبر محور المقولات في النظرية الخلدونية .